بعد 30 عاما.. الجزائر تتفوق على المغرب
الاثنين، 28 آذار/مارس 2011
الجزائر-- حافظ المنتخب الجزائري لكرة القدم على آماله في التأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا 2012 في غينيا الاستوائية والغابون، عقب تغلبه في الديربي المغاربي الذي جمعه مساء الأحد بأسود الأطلس وفازوا عليه بهدف يتيم حمل توقيع حسن يبدة وسط ميدان نادي "نابولي" الإيطالي، في الدقيقة السابعة وعن طريق ركلة جزاء.
الفوز سمح لأبناء المدير الفني عبد الحق بن شيخة من تحقيق هدفين الأول هو التساوي مع جميع الفرق في المجموعة الرابعة برصيد أربع نقاط حيث يتصدر منتخب أفريقيا الوسطى الترتيب بفارق الأهداف أمام باقي المنافسين فيما يأتي منتخب المغرب في المركز الثاني يليه تنزانيا فالجزائر، خاصة وأن المباراة التي جمعت تنزانيا بضيفتها أفريقيا الوسطى والتي جرت مساء السبت بدار السلام، فازت بها تنزانيا بهدفين لهدف.
أما الهدف الثاني لمحاربي الصحراء الذي تحقق الأحد فكان وضع حد لعقدة المنتخب المغربي التي دامت 30 سنة كاملة لم تنجح خلالها الجزائر من التغلب على أسود الأطلس، حيث يعود آخر فوز للجزائر على المغرب إلى سنة 1982 في نهائيات كأس أفريقيا التي احتضنتها نيجيريا في ذلك العام.
كما كان للحضور الجماهيري الكبير الذي فاق الـ60 ألف متفرج دعم قوي وأثر إيجابي كبير لمحاربي الصحراء لوضع حد لصيامهم ولمدة 14 شهر كاملا عن الفوز، حيث كان آخر فوز للجزائر في دورة كأس أمم أفريقيا 2010 التي جرت في أنغولا شهر يناير/كانون الثاني الماضي، وتغلبها في الدور ربع النهائي على ساحل العاج بنتيجة 3-2.
بن شيخة كان قد وعد الجمهور الجزائري بإبقاء نقاط الفوز في ملعب عنابة، وكان عند كلمته بتمكن يبدة حسان من تحويل ركلة الجزاء إلى هدف فجر به مدرجات ملعب 19 مايو بمحافظة عنابة، أما عن سير المباراة فإنها لم تكن مثيرة ولم تكن بمستوى الديربي المغاربي الساخن الذي عودتنا به لقاءات الجزائر- المغرب.
كذلك حتى صراع المواهب في كتيبة المدرب البلجيكي "إيريك غيراتس" أو التي يحملها بن شيخة في جعبته والتي تنشط أغلبها في أقوى البطولات الأوروبية، لم تمتع الجماهير بعروض كروية جميلة ولا بأهداف، بل سادت المباراة صراعات فردية واندفاع بدني ولعب سلبي من الجانبين.
ففي المرحلة الأولى كانت الجزائر سباقة إلى تهديد مرمى الحارس المغربي في الدقيقة الثانية بعد مخالفة من نجم نادي "سوشو" الفرنسي، رياض بودبوز، الذي ارتطمت كرته بالعارضة، قبل أن يأتي التجسيد في الدقيقة السابعة عقب لمس المدافع المغربي، عادل هرماش النشط في نادي "لونس" الفرنسي، الكرة بيده عن طريق الخطأ داخل منطقة العمليات ويعلن الحكم عن ركلة جزاء ينفذها ويسجلها بإحكام حسن يبدة.
على أن أسود الأطلس لم يظهروا أي مظهر على الرد على هدف السبق للجزائر، كما أن الضغط والتحكم الجيد للعناصر الجزائرية في الكرة وخاصة سيطرتهم على وسط الميدان، جعل المباراة تتواصل بنفس النهج ومن دون تسجيل فرص خطيرة من الجانبين إلى نهاية الشوط الأول.
في الشوط الثاني، تواصل اللعب السلبي مع تسجيل استفاقة طفيفة من المغرب وخلق بعض الفرص إلا أن محاولات لاعب نادي "كون" الفرنسي، يوسف لعرابي، وزميله مروان الشماخ، مهاجم أرسنال الإنجليزي، لم تنجح في التفوق على الحائط الدفاعي الجزائري.
وصرح المدير الفني الجزائري، عبد الحق بن شيخة لـCNN بالعربية عن الفوز :"أثبتنا أمام المغرب أن لاعبي المنتخب الجزائري يعشقون التحدي وأثبتوا جدارتهم بالفوز وبعث الأمل وسط الجماهير لكسب تأشيرة التأهل إلى كأس أفريقيا، نحن في بداية الطريق وما تزال أمامنا ثلاث لقاءات نأمل فيها أن نحافظ على قوة المجموعة ونصل في الأخير إلى كسب التأهل."
وعن اللقاء قال: "لقد واجهنا منافسا قويا وكبيرا نعترف أنه أحرجنا، خاصة في اللحظات الأخيرة من المباراة، إلا أن الأمر المهم هو أن اللاعبين رفعوا التحدي وبدؤوا المباراة بكل قوة متخطين مشكلة كثرة الغيابات التي نعاني منها سواء بوقرة الذي تعذر استعادته قبل المباراة، أو زياني الذي تعرض قبل انطلاقة اللقاء بلحظات إلى شد عضلي، أو حتى المدافع عنتر يحيى الذي غادر أرضية الميدان مصابا، وهذا يعني أننا لعبنا بتشكيلة مختلفة تماما عن التي كنا متعودين أن نلعب بها."
وفيما يخص حظوظ الجزائر في المجموعة الرابعة أوضح بن شيخة: "حاليا جميع المنتخبات هي بنفس عدد النقاط، بمعنى الحظوظ متساوية للجميع، وعلينا أن نضع لقاء المغرب وكأنه الانطلاقة الحقيقية للجزائر ونواصل بعدها شق طريقنا بخطوات ثابتة لتحقيق التأهل إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا، صحيح أن المهمة صعبة خاصة وأننا سنخرج على مرتين إلى المغرب ثم تنزانيا، بعدها نستضيف أفريقيا الوسطى إلا أن الأهم هو أن نحافظ على روح المجموعة ونضع ثقة أكبر في قدراتنا، لأننا بحق متفائلون."
من جانبه، قال رئيس الاتحاد الجزائري، محمد روراوة، حول فوز الخضر: "الفوز بعث فينا نوع من الأمل لنواصل مسيرتنا بخطوات ثابتة لما ذكرناه سابقا وهو إذا ما أردنا التأهل علينا بالفوز بكامل اللقاءات المتبقية لنا في التصفيات، ولقاء المغرب هي أول محطة نخوضها وأتمنى أن نواصل إلى الأمام."
أما مسجل الهدف الوحيد، حسن يبدة، لاعب نادي "نابولي" الإيطالي، فقال عن الفوز لـCNN بالعربية: "مهمتنا لم تكن سهلة في هذا الديربي المغاربي الذي جمعنا بأشقائنا في المغرب، كان لابد أن يكون هناك فائز ومنهزم، والحمد لله لم نخيب أنصارنا والجماهير الجزائرية التي اشتاقت طويلا لأن ترى المنتخب يفوز ويزرع البسمة وسط الشعب الجزائري، أتمنى أن يكون الفوز فأل خير علينا لنواصل الطريق إلى النهاية بقوة."
غيراتس إيريك، المدرب البلجيكي لأسود الأطلس، صرح في الندوة الصحفية التي عقدها عقب نهاية المباراة قائلا: "للأسف الشديد لم نعرف كيف نستغل الفرص التي أتيحت لنا في المباراة، وضيعنا عددا كبيرا منها.. الخسارة ستجعلنا نعيد حساباتنا من الصفر، طالما أن المجموعة كاملة بنفس عدد النقاط."
أما عن الوجه الذي ظهرت به الجزائر، فقال غيراتس: "الجزائر كانت محظوظة جدا، فناهيك على أنها تمثل منتخبا قويا وكبيرا إلاّ أن الحظ أيضا خدمها كما قلت، كونها تمكنت من التسجيل المبكر وأربكت لاعبينا بضغطها، على كل حال علينا أن نحاول بناء الفريق بشكل جيد قبل مباراة العودة، التي سيكون لنا فيها كلام لنقوله."
للإشارة فإن الجزائر بانتظارها مباراتين حاسمتين خارجيتين أمام كل من المغرب يوم 3 يونيو/حزيران القادم، وتنزانيا في شهر أكتوبر/تشرين الأول المقبل، على أن تستقبل في الجولة الأخيرة منتخب أفريقيا الوسطى، بينما المغرب ستستقبل على مرتين الجزائر وتنزانيا، على أن تلعب آخر لقاء لها أمام أفريقيا الوسطى.